الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-08
أهلاً وسهلاً بكم في موقع الدكتور فراس الصفدي. يسرني من خلال هذه المقالة أن أقدم لكم ملخص خبرتي المتواضعة مع عملية الفتق الإربي ومشاكلها المحتملة لدى المرضى والطرق الأفضل للتعامل معها وعلاجها.
على الرغم من أن عملية الفتق الإربي هي من العمليات الروتينية والبسيطة نسبياً، إلا أنها قد تترافق أحياناً مع حدوث بعض المشاكل ما بعد العملية. وقد تكون مضاعفات عملية الفتق الإربي على بساطتها مزعجة للمريض، وخصوصاً في الفترة الأولى بعد العملية. إن القاعدة الأهم في التعامل مع أي شكوى بعد العملية هي التواصل الفعال مع الجراح في الفترة التالية للعملية وإطلاعه على أي تطورات أو أعراض غير طبيعية تظهر لديك.
الشكوى الأكثر شيوعاً بعد عملية الفتق الإربي هي القساوة والانتفاخ والألم في مكان العملية. تحدث هذه الأعراض بسبب اندخال السوائل في الأنسجة الدهنية في أسفل البطن. وهي أعراض طبيعية وشائعة جداً بعد العملية ولا تعني عودة الفتق. تستمر الأعراض لعدة أسابيع وقد لا تختفي بشكل نهائي إلا بعد انقضاء عدة أشهر على العملية. وفي بعض الحالات يستمر الألم أو الخدر لأكثر من سنة بعد العملية بسبب مشاكل في الأعصاب أو الشبكة، وتحتاج مثل هذه الحالات إلى معالجات خاصة.
يعاني بعض المرضى من مشاكل في الجرح بعد عملية الفتق الإربي. يؤدي الالتهاب أو تنخر النسيج الدهني إلى تجمع السوائل تحت الجلد، مما يؤدي إلى تورم الجرح وخروج السوائل وتبلل الضماد. إن خروج السوائل أو المفرزات من الجرح يستدعي حتماً إجراء الفحص لدى الطبيب لتحديد السبب. يؤدي التهاب الجرح إلى الاحمرار مع الانتفاخ والألم وأحياناً خروج مفرزات قيحية، وقد يترافق أحياناً مع التهاب في الشبكة. وهذه الحالات تحتاج عادة إلى فتح الجرح وتركه مفتوحاً حتى شفاء الالتهاب.
لا تؤثر عملية الفتق على الوظيفة الجنسية أو القدرة على الإنجاب. على الرغم من ذلك يحدث في بعض المرضى اضطراب في الوظيفة الجنسية لعدة أسابيع بعد العملية بسبب الألم والوذمة، وتعود الأمور لطبيعتها خلال فترة قصيرة. تعتبر إصابة الأقنية الناقلة للنطاف نادرة جداً في عمليات الفتوق، وحتى لو حدثت الإصابة فإن ذلك لا يؤدي إلى العقم طالما كانت الخصية الأخرى تعمل بشكل طبيعي.
يمكن للفتق أن يعود مرة أخرى في مريض واحد من كل مائة مريض يخضع للعملية، وقد يحدث ذلك بعد أشهر أو عقود من إجراء العملية. وعلى الرغم من أن الشبكة تنقص من احتمال عودة الفتق، إلا أن الفتق يمكن أن ينكس حتى بوجود الشبكة. يؤدي النكس إلى عودة الانتفاخ وأحياناً إلى الألم. يحتاج الفتق الناكس في معظم الحالات إلى إجراء عملية جراحية ثانية مع استخدام شبكة.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول المشاكل التي يمكن أن تحدث بعد عملية الفتاق الإربي وكيفية التعامل معها.
إن عملية الفتق الإربي هي من العمليات الروتينية وهي تمر في الغالبية العظمى من المرضى دون حدوث أي مشكلة. وباستثاء حدوث الوذمة في الجرح فإن جميع المضاعفات المذكورة في القائمة أعلاه تعتبر نادرة الحدوث وتشاهد في نسبة ضئيلة من المرضى لا تتعدى 5% من جميع العمليات.
ولذلك لا داعي للخوف من عملية الفتق الإربي والمهم التأكد من أن الجراح الذي سيقوم بإجراء العملية لديه الخبرة بهذه العمليات، فكلما زادت خبرة الجراح كلما كانت نسبة المضاعفات أقل. ويجب عليك بناء جسر من الثقة مع الجراح بحيث تستطيع أن تناقش معه أي مشاكل طارئة يمكن أن تحدث بعد العملية.
خروج السوائل الصفراء من الجرح يشير عادة إلى أحد ثلاثة احتمالات: إما أن يكون هناك التهاب في الجرح، أو أن يكون هناك تجمع للسوائل (الماء) داخل الجرح، أو أن تكون هناك نخرة شحمية (تنخر في النسيج الدهني) في منطقة الجرح. في هذه الحالات يتوجب مراجعة الجراح بالسرعة الممكنة وإجراء الفحص من قبله لتمييز السبب بالضبط، وذلك لأن العلاج يختلف من حالة لأخرى. وقد تم الحديث عن هذه الحالات بالتفصيل في مقالة مضاعفات ومشاكل الجروح في هذا الموقع. ويمكنك هناك العثور على الكثير من المعلومات المفيدة.
على الأغلب أن هناك التهاب في الجرح. يتوجب في هذه الحالة مراجعة الجراح بالسرعة الممكنة وإجراء الفحص من قبله للتأكد من السبب وتطبيق العلاج المناسب. ويجب عدم إهمال مثل هذه الأعراض لأن التهاب الجرح قد يتطور إلى التهاب في الشبكة.
يعتبر التهاب الشبكة من المضاعفات غير الشائعة بعد عملية الفتق الإربي. وفي هذه الحالة تصل الجراثيم إلى الأنسجة الدهنية تحت الجلد وتتكاثر فيها مما يؤدي إلى حدوث الالتهاب فيها وفي الشبكة المزروعة.
وحتى لو تم إجراء العملية بأفضل ظروف التعقيم فإن هذه المشكلة يمكن أن تحدث في بعض الأحيان، وخصوصاً حين يكون هناك ضعف سابق في المناعة لدى المريض (مثلاً في المرضى الذين يعانون من مرض السكر).
تحتاج المعالجة عادة إلى إعادة فتح الجرح للسماح بخروج القيح والمفرزات بالإضافة إلى المعالجة بالمضادات الحيوية. إذا تم إغلاق الجرح مجدداً في هذه الحالات فإن ذلك سيؤدي إلى عودة الالتهاب. ولذلك يجب عدم إغلاق الجرح وإنما تركه مفتوحاً مع تطبيق المعالجة اللازمة والضمادات اليومية إلى أن يشفى الالتهاب بشكل كامل. ويمكن بهذه الطريقة أن يشفى الالتهاب في الشبكة أيضاً.
أما الجرح الجلدي المفتوح فإن التعامل معه يختلف من مريض لآخر. إذا كانت مساحة الفتحة التي تم إجراؤها في الجرح محدودة فيمكن أن يترك الجرح حتى ينغلق لوحده، والذي قد يحتاج أحياناً لعدة أسابيع.
إذا كان الجرح قد فتح بشكل كامل فإن ذلك قد يستوجب خياطة الجرح مرة أخرى، وذلك بعد التأكد من شفاء الالتهاب وجفاف الجرح. وهذه الحالات معقدة يتوجب متابعتها عن كثب مع الجراح من خلال المراجعات المتكررة والتقييم المتكرر لحالة الجرح لتحديد الخيارات العلاجية الأنسب.
نادراً ما يكون ذلك ضرورياً. في معظم حالات التهاب الشبكة يشفى الالتهاب من خلال المعالجة المذكورة أعلاه. إذا لم يشف الالتهاب رغم عدة أسابيع (وأحياناً أشهر) من المعالجة المكثفة فقد يستلزم الأمر إزالة الشبكة من الجسم حتى يشفى الالتهاب. وهذه الحالات معقدة ويتوجب مناقشتها بشكل مستفيض مع الطبيب المشرف على العلاج.
نعم هذا طبيعي. تقع المنطقة الإربية في أسفل البطن، وبالتالي فإن السوائل تميل للنزول للأسفل والتجمع في هذه المنطقة عند الوقوف والمشي. ويكون الجرح عادة طرياً وليناً في الأيام الأولى بعد العملية. ولكن بعد أيام من العملية (حتى بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أحياناً) تندخل هذه السوائل في الأنسجة الدهنية الكثيفة في هذه المنطقة مما يؤدي إلى انتفاخها وتصلبها، وأحياناً تصبح المنطقة قاسية كالحجر.
تعتبر الأعراض المذكورة أدناه من أشيع مضاعفات عملية الفتق الإربي حيث تشاهد لدى الكثير من المرضى وخصوصاً عند الرجال. وجميع الأعراض المذكورة في القائمة التالية هي أعراض طبيعية في الأسابيع الأولى بعد عملية الفتق الإربي وهي لا تدعو للقلق:
نعم. يمكن لنفس الأعراض أن تحدث لدى النساء أيضاً ما بعد عملية الفتق الإربي. ولذلك تعتبر الأعراض المذكورة في القائمة التالية من المشاكل الطبيعية في الأسابيع الأولى بعد عملية الفتاق الإربي لدى النساء وهي لا تدعو للقلق:
لا. هذا الانتفاخ هو وذمة طبيعية تحدث بعد عملية الفتق الإربي وتشمل منطقة الجرح وقد تنزل إلى الخصية. وهذا الانتفاخ لا يشير إلى عودة الفتق. ومن النادر جداً أن يعود الفتق في الفترة الأولى بعد العملية. للمزيد من التفاصيل انظر الأسئلة أعلاه.
نعم هذا طبيعي وهو ناتج عن الوذمة في منطقة العملية، حيث يمكن لهذه الوذمة أن تشمل الخصية في نفس جهة العملية وأحياناً أيضً في الجهة المقابلة. للمزيد من التفاصيل انظر الأسئلة أعلاه.
يحتاج زوال هذه الأعراض بشكل كامل إلى بعض الوقت، فهي تتحسن عادة بشكل ملحوظ خلال بضعة أسابيع، وتزول بشكل كامل خلال ثلاثة أو أربعة أشهر بعد العملية. وفي بعض الأحيان لا تعود الأنسجة إلى طبيعتها بشكل كامل إلا بعد مرور ستة أشهر على العملية. ولذلك فإن الموضوع يحتاج إلى بعض الصبر والانتظار.
تعتمد المعالجة في هذه الحالة على ثلاثة أمور:
لا تأثير لعملية الفتق على الوظيفة الجنسية على الإطلاق، وذلك لأن الوظيفة الجنسية مرتبطة بالأعضاء التناسلية والأعصاب التي تعبر إليها من أسفل البطن من جهة منطقة الشرج. وبذلك فإن عملية الفتق الإربي بعيدة تماماً عن الأعصاب والأعضاء المسؤولة عن الوظيفة الجنسية. ولا تؤدي عمليات الفتق عند الرجال إلى اضطراب في الوظيفة الجنسية.
يمكن ممارسة الجماع بأمان لدى معظم المرضى بعد حوالي أسبوع واحد من عملية الفتق الإربي طالما لم تكن هناك مشاكل وكان الألم قد تحسن بشكل جيد. والمهم أن يكون الاتصال الجنسي هادئاً ومريحاً وأن يتم تجنب الحركات العنيفة التي قد تؤدي إلى الشد على الجرح وعلى القطب الداخلية. إذا شعر المريض بألم مزعج فيفضل التوقف وتأجيل الموضوع لبضعة أيام أخرى ثم التجربة مجدداً.
ليس للعملية علاقة مباشرة بهذه المشكلة. ولكن في الفترة الأولى بعد العملية قد يكون هناك بعض الألم والتوذم في منطقة الجرح والخصية وبداية القضيب. وقد يؤدي الألم والقساوة في هذه المنطقة إلى بعض القلق والانزعاج بالإضافة إلى اضطراب في عمل الأعصاب المسؤولة عن الإحساس، وبالتالي إلى حدوث ضعف في الانتصاب وفي القدرة الجنسية، أي أن الاضطراب ناتج فقط عن الألم والحالة النفسية وليس عن مشكلة حقيقية في الوظيفة الجنسية.
وتزول هذه المشاكل لوحدها مع الوقت ومع عودة منطقة العملية إلى طبيعتها، حيث تحتاج عادة لبضعة أسابيع. ويمكن تخفيف هذه المشكلة من خلال المعالجة بمسكنات الألم بشكل منتظم بعد العملية.
العملية ليس لها علاقة بهذه المشكلة. في هذه الحالة لديك على الأغلب مشكلة أخرى تؤدي إلى الضعف الجنسي، وهناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، منها أسباب باطنية ومنها أسباب وعائية ومنها أسباب موضعية. وهنا يتوجب استشارة طبيب اختصاصي بالجهاز البولي التناسلي لتحديد سبب المشكلة ومعالجتها.
لا تأثير لعملية الفتق عند الرجال على الإنجاب، لأن العملية لا تشمل الخصية نفسها وإنما العضلات الموجودة في أسفل البطن بجانب الخصية. ولذلك فإن عملية الفتق لا تؤثر على الإنجاب، ويمكن للمريض الإنجاب بشكل طبيعي بعد العملية.
يسير الحبل المنوي بشكل ملاصق لعضلات البطن المصابة بالفتق. ولذلك فإن الجراح يقوم عادة بإبعاد الحبل المنوي عن منطقة العملية حتى لا تحدث فيه أي إصابة.
يحتوي الحبل المنوي على الأوعية الدموية للخصية بالإضافة إلى القناة الناقلة للنطاف التي تسير النطاف عبرها من الخصية إلى السائل المنوي. ويعتبر تأذي هذه القناة نادراً للغاية في عمليات الفتق الإربي. وهو لا يحدث عادة إلا حين يتم إعادة العملية للمرة الثالثة أو الرابعة بعد تكرر الفتق لعدة مرات، وهو أمر أصبح نادراً جداً في الممارسة الطبية الحالية.
حتى يحدث العقم فإن ذلك يستوجب أن تصاب القناة الناقلة للنطاف في الجهتين معاً، وهو الأمر النادر جداً جداً بعد عملية الفتق عند الرجال. وحتى لو حدثت الإصابة في جهة واحدة فقط فإن النطاف تتمكن من الوصول إلى السائل المنوي من الخصية الأخرى عبر القناة الناقلة للنطاف في الجهة الأخرى. ولذلك فإن عملية الفتق الإربي لا تؤدي إلى العقم.
على الأغلب أن المشكلة لا علاقة لها بالعملية وأن هناك سبباً آخر لعدم القدرة على الإنجاب. في مثل هذه الحالات يتوجب استشارة طبيب اختصاصي بالمسالك البولية والتناسلية وإجراء تحليل للسائل المنوي بالإضافة إلى الفحوص الأخرى اللازمة لتحديد سبب المشكلة ومعالجتها.
من الطبيعي أن يبقى بعض الألم خلال الأشهر الأولى بعد العملية، وذلك لأن الشبكة والخياطة الداخلية تؤدي إلى بعض الشد على الأنسجة وتخريش الأعصاب الرفيعة في هذه المنطقة، وشفاء الأنسجة والأعصاب في هذه المنطقة يحتاج إلى فترة طويلة نسبياً. ومن الشائع جداً أن يشعر المريض ببعض الألم أو الوخزات أو الشد في منطقة العملية، وخصوصاً عند الوقوف والحركة وبذل الجهد والتعرض للبرد.
وهذه الآلام لا تدعو للقلق ولا تحتاج عادة لأي علاج، وتخف تدريجياً مع الوقت لتزول تماماً. وإذا كانت مزعجة فيمكن معالجتها بواسطة المسكنات الشائعة بالتنسيق مع الطبيب.
هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الألم المستمر لسنة أو أكثر بعد العملية. وهذه الحالات معقدة وليست بسيطة، وقد تكون أحياناً صعبة التشخيص والعلاج.
وهي تستوجب أولاً إجراء الفحص لدى الطبيب الذي قام بإجراء العملية لأنه أفضل من يعرف تفاصيل حالتك. في حال العثور على سبب معين يمكن توجيه المعالجة باتجاه السبب. إذا لم يتم العثور على سبب معين للألم يتم إعطاء معالجات تجريبية لفترات معينة، وقد يضطر الطبيب لتغيير العلاج لعدة مرات أو لإعطائه لفترة طويلة.
إذا أجريت عملية الفتق الإربي منذ أكثر من ستة أشهر ولا يزال لديك ألم مزعج جداً في مكان العملية فهناك عدة أسباب يمكن أن تكون مسؤولة عن هذا الألم:
لا بد في هذه الحالة من إجراء الفحص لدى الجراح الذي قام بإجراء العملية في المرة الأولى، فهو أفضل من يعرف تفاصيل حالتك وما تم إجراؤه بالضبط في العملية.
في البداية سيطرح الطبيب عليك بعض الأسئلة المتعلقة بنوعية الألم وتواتره ومكانه وانتشاره والكثير من التفاصيل الأخرى. وبعد ذلك سيقوم بفحص المنطقة وتحديد مكان الألم ومساره وإجراء فحص للمناطق الجلدية التي تغذيها الأعصاب الصغيرة. الغاية من ذلك هي محاولة تحديد سبب الألم، والذي قد يكون صعباً في بعض الأحيان.
بعد ذلك قد يقترح الطبيب عليك إعطاء معالجة تجريبية لفترة من الزمن نظراً لأن معظم هذه الحالات تنتج عن الألم العصبي. هذه المعالجة تشمل أنواعاً خاصة من الأدوية التي تحسن الألم العصبي، والتي قد تحتاج إلى تناولها لعدة أسابيع. وبعد ذلك يتم متابعة نتائج المعالجة مع الطبيب وتحديد فيما إذا كانت هناك حاجة لإجراءات إضافية.
يعتبر الخدر من الأعراض الشائعة جداً بعد عملية الفتق الإربي، حيث تكون هناك بقعة من الجلد لا يشعر بها المريض عند اللمس. وهذه المنطقة قد تكون حول منطقة الجرح مباشرة، وقد تكون أسفل الجرح في أعلى الجهة الأمامية والداخلية للفخذ، وقد تكون في منطقة الصفن والخصية.
هذه الحالة طبيعية جداً ولا تدعو للقلق، وهي تنتج عن انقطاع الأعصاب الصغيرة التي تعبر في منطقة العملية، فهناك الكثير من الفروع العصبية الصغيرة التي تعبر في هذه المنطقة والتي لا يمكن للجراح رؤيتها أثناء العملية، والتي قد تتعرض للقطع أثناء إجراء الشق وفتح الأنسجة.
لدى معظم المرضى تنمو الأعصاب مجدداً ويتحسن الخدر خلال ستة أشهر إلى سنة واحدة من العملية. إذا لم تتحسن الأعراض بشكل واضح بعد سنة واحدة من العملية فعلى الأغلب أنها ستكون دائمة ولن يحدث فيها تحسن. وفي هذه الحالات ينصح المريض بنسيان المشكلة وتجاهلها حيث أنها لا تؤدي إلى أي مشاكل.
يعود الفتق مرة أخرى بعد العملية في حوالي 1% من المرضى. ويحدث ذلك في الفتوق الكبيرة أو إذا كانت أنسجة المريض ضعيفة جداً، وخاصة إذا لم تستخدم الشبكة في إصلاح الفتق، أو لدى المرضى الذين لديهم ترهل شديد في عضلات البطن مثل المسنين.
ويجب أيضاً الانتباه إلى معالجة السبب المؤدي لحدوث الفتق في حال وجوده. فإذا كان المريض يعاني من السعال المزمن أو من ضخامة البروستات فيجب معالجة هذه الحالات قبل إجراء عملية جراحية للفتق، وذلك لأن استمرار السبب بعد عملية الفتق الإربي سيؤدي إلى عودة الفتق بنسبة كبيرة.
نعم. حتى عند تركيب شبكة فيمكن للفتق أن يعود مرة أخرى في المستقبل، ولو أن ذلك لا يحدث إلا في نسبة منخفضة جداً من الحالات. طبعاً تكون الشبكة عادة قاسية وهي لا تتمزق، ولكن يمكن أن يظهر فتق جديد على أطراف الشبكة المزروعة بسبب ضعف الأنسجة العضلية التي ترتكز عليها.
عادة لا. إن عودة الفتق في المستقبل لا علاقة لها بالجراح في معظم الحالات، ويمكن أن يحدث ذلك حتى مع أمهر الجراحين وفي أفضل مستشفيات العالم. وإن عملية الفتق الإربي لا تعتبر من العمليات المعقدة ويمكن لمعظم الجراحين أن يقوموا بإجرائها بشكل جيد ومتقن.
ويعتبر أي فتق إربي معرض للنكس في المستقبل بغض النظر عن مهارة الجراح. وفي حال عودة الفتق ولم تستخدم شبكة في المرة الأولى فيمكن إعادة العملية الجراحية مع استخدام شبكة، حيث يخفف ذلك من احتمال عودة الفتق في المرات اللاحقة. وفي بعض المرضى تكون الأنسجة ضعيفة جداً حيث يمكن أن يحدث النكس للمرة الثانية وحتى الثالثة، رغم أن هذه الحالات أصبحت نادرة الحدوث.
يمكن للفتق الإربي أن يعود بعد سنوات من إجراء العملية. وحدوث الألم بشكل غير معهود في منطقة العملية القديمة قد يشير إلى عودة الفتق مرة أخرى.
على الرغم من ذلك فهناك الكثير من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الألم في هذه المنطقة مثل مشاكل الجهاز الهضمي وتضخم العقد اللمفاوية وتشنج العضلات والتهاب الأوتار والتهاب عظم العانة ودوالي الحبل المنوي. وللتمييز بين هذه الحالات وتحديد العلاج المناسب لا بد من إجراء الفحص الطبي اللازم.
على الأغلب أن الفتق قد عاد لديك مرة أخرى. يمكن في هذه الحالات أن يعود الفتق بعد عقود من العملية الأولى، وذلك لأن الفتق الإربي عند الأطفال قد يصبح نقطة ضعف في أسفل البطن بعد إجراء العملية. وإذا عاد الفتق فإن ذلك يستوجب إجراء العملية الجراحية مرة ثانية بعد التأكد من التشخيص من خلال إجراء الفحص الطبي اللازم.
إذا كنت قد أجريت عملية الفتق الإربي منذ عدة سنوات وتعاني الآن من الألم أو الانتفاخ في منطقة العملية فمن المحتمل أن الفتق قد عاد للظهور مرة أخرى. وفي هذه الحالة لا بد من زيارة الطبيب وإجراء الفحص الطبي اللازم. إذا لم يتمكن الطبيب من تأكيد التشخيص أو تفسير الأعراض فقد يستوجب ذلك تصوير المنطقة بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو أو السونار) للبحث عن فتق صغير مبكر.
نظراً لأن الفتوق ناتجة أساساً عن ضعف في العضلات فمن الشائع أن تحدث الفتوق في الجهتين معاً. وفي هذه الحالة فإن الفتق إما أن يظهر في الوقت نفسه في الجهتين، أو أن يظهر الفتق أولاً في إحدى الجهتين وبعد فترة يظهر في الجهة الأخرى.
إذا كنت قد أجريت العملية سابقاً في إحدى الجهتين وظهرت لديك الآن أعراض في الجهة الأخرى فعلى الأغلب أن لديك فتق جديد في الجهة المقابلة. ولذلك يتوجب عليك زيارة الطبيب وإجراء الفحص الطبي اللازم. وسيحتاج الفتق الآخر لعملية جراحية أيضاً بطبيعة الحال.
نعم أنصحك بإجراء العملية. أظهرت الدراسات أن الفتق الناكس هو أكثر عرضة للمشاكل من الفتق الذي يشخص للمرة الأولى. ولذلك يوصى في معظم الأحيان بإجراء العملية مرة أخرى حتى لو كان الفتق الناكس لا يؤدي إلى أعراض. وبجميع الأحوال يجب تقييم الفتق من قبل الطبيب وتحديد المعالجة المناسبة في حالتك.
على الرغم من أنه لا ينصح بذلك، إلا أن من الممكن في حالات استثنائية مراقبة الفتق الناكس، وذلك حين تتوفر الشروط التالية معاً:
فيما عدا ذلك فأنا أنصح بإجراء العملية في أي فتق يعود مرة أخرى.
طبعاً، فوجود الأعراض في هذه الحالة هو مؤشر واضح لضرورة إجراء العملية. وفي حال إهمال الأعراض فهي ستزداد في المستقبل، وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات أنت بغنى عنها.